هذا الصباح مليء بالصمت
طيفكي قد غفا
على ذراع شوقي
أردت أن أوقظه
يا أنتي يا حبي
لم يخرج الصوت
لم يجرح شفتي
كما اعتاد الخجل
لم أبكي ولم أبتسم
أريد أن أهزكي
لعل ضوء الفجر
يوقظ سبات الصمت
فتغادرين قبل عيون النهار
فلا أحد يستشعر وجودكي
كأنكي مطلوبه لعدالة الوجود
تجمدت يدي ولم أستطع الحراك
وأنتي والحلم في عناق
كطفل يعانق لعبة
كمراهق يحضن وسادته
ومن أعماق السبات
تطفو ابتسامات الحلم
واختلاجات الأسى
على محياكي
أراقبكي بكل صمت وجمود
هذا الصباح
لم يسعدني بقاءكي
كما لم يشقيني ذهابكي
تتخلل عروقي دما
أو ماء لا فرق
فالظمأ يقتل الغير
والماء على ظهرها محمول
هذا الصباح
أريد أن أصرخ خذوها
عني ابعدوني عنها
لقد أرهقت الوجد
وأرهقت الخيال
وتجمدت أصابعي
ترسمين المحال
كيف أنزعكي مني
كيف أقتلع حنيني
أمتدت جذورها الى الأعماق
والسؤال مطارق خوف
على سندانة الواقع
هذا الصباح
أشرق فيه كل شيء
وغبتي انتي
فما جدوى صباح بلا أنتي
فقط طيفكي المسجى
في حلمي
لمن سأهمس
بصباح الخير
ولمن أمنح أول ابتسامتي
ولمن أنظر في المراة
حائر في لون عيوني وشفتي
ولمن سأختار عطوري
ولمن سأعد فنجان القهوة الثاني
هذا الصباح
أسير كسيح
نحو نافذة يعلوها غبش الضباب
وأجر ستائر اتعبها الوقوف على
جدران السكون
أبحث عن أفق بعيد
أواري فيه سوءة الحب
بجناح غراب كسير
وعندما همت
أن ادفنكي
دفنت نفسي في وادي
الحزن السحيق
هذا الصباح
طاردت فراشات ذكرياتكي
وأحرقت أجنحة الأماني
وسكبت بقايا الدمع والعطور
ومارست وحشية تقطيع الزهور
وجثوت على ركبي
وبكيت
وبكيت
لعل
بكائي يزعج غفوتكي
فتلمين بقاياكي وترحل من عيوني
لعل أهتزاز أضلعي
يزلزل سكينتكي
فتفر خوفا من انفجار
بركان أشواقي
رحل الدمع
والنشيج
وسكن أهتزاز الضلوع
ومر
وألف فجر وفجر
وبقيت أنتي هنا
تماماً كالبحر
لا يخيفه تقلب الرياح
وبقيت أنا
كل صباح
أتقاتل مع عقل يرفض
أن يسكنه غريب
وقلب يتمسك بكي كــ حبيبه
كل صباح استيقظ
على هذا الصياح وكل صباح اعاني الضجيج
فيا لبعد لا يعني غيابكي
ويا لقرب لا يعني وجودكي
فقط
يعني صباح حزين
هذا الصباح
سأتمرد سأعلق قلبي
على مشنقة الصمت
وسأرسل عقلي إلى منفى الجنون
وسأغمض عيني في انتظار الموت
هذا الصباح فاخر يليق بعظمة الفقد
كل صباح و أنت بخير